آيات الماء والنبات في القرآن الكريم

آيات الماء والنبات في القرآن الكريم

مازال كتاب الله الخالد منبعاً فياضاً ومصدراً ثرياً لجميع الباحثين، نظراً لما احتواه من علوم ومعارف، ولما تطرقت إليه آياته البينات من بيان معجز وحقائق دامغة، وأدلة ظاهرة، إضافة إلى احتوائه على شواهد وقصص وأمثلة تعبِّر عن حقائق عدة
• والرسائل والأطاريح الجامعية التي تحدثت عن جوانب معينة من القرآن الكريم لا تعد ولا تحصى، فقلما يمر شهر بل أسبوع إلا ونسمع ونقرأ عن رسائل كثيرة تناقش موضوعاً محدداً أو مسألة معينة تطرق إليها البيان الإلهي الخالد، أو أشار إليها إشارة عابرة•
ومن الرسائل الحديثة في هذا المجال رسالة ماجستير قدمها الطالب صدقي أحمد أبوالفتوح أحمد عنوانها: >آيات الماء والنبات في القرآن الكريم ـ دراسة تركيبية دلالية< ونوقشت في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية المصرية•
تضمنت الرسالة تمهيداً وثلاثة أبواب وخاتمة، وضم كل باب من الأبواب فصولاً عدة، تحدث كل منها عن جانب محدد من موضوع الرسالة•
أما التمهيد فتناول أهمية القرآن وفوائده التي عادت على العرب ولغتهم والدراسات السابقة التي دارت حول القرآن الكريم وآياته والدوافع وراء اختيار موضوع الرسالة ومنها أهمية الماء والنبات وظهور الدراسات الحديثة حولهما والإعجاز العلمي فيهما الذي ثبت حديثاً والذي تبيَّن أنه موجود في كتاب الله منذ الأزل•
وتعرض التمهيد أيضاً إلى حدود الدراسة التي اعتمدت على القرآن الكريم من حيث المادة المدروسة واستخراج آيات الماء والنبات وكانت نحو (500) آية، ثم المنهج المتبع في الدراسة وهو المنهج الوصفي•
جمل القرآن ودلالاتها
وجاء الباب الأول تحت عنوان: >الجملة الإسمية في آيات الماء والنبات<، وضم فصلين أولهما الجملة الاسمية البسيطة >المبتدأ والخبر<، ودرس هذا الفصل نحو 35 آية قسِّمت إلى أنماط تتدرج تحتها مجموعة من الصور، ثم وضع في نهاية الفصل الحالات التي ورد فيها المبتدأ والخبر وعدد كل حالة، وانتهى إلى عدد من النتائج منها•
ـ جاء المبتدأ معرفة لأن الآيات تتحدث عن قضايا مهمة تحتاج إلى تعريف•
ـ جاء خبر المبتدأ مفرداً في بعض الآيات لأنها تتحدث عن قضايا مختصرة•
ـ أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان >الجملة الاسمية الموسعة< واشتمل على ثلاثة مباحث هي:
ـ كان وأخواتها•
ـ كاد وأخواتها
ـ إن وأخواتها•
ودرس هذا الفصل نحو 23 آية، وانتهى إلى عدد من النتائج منها: ـ إذا كان المقام مقام تشبيه ففيه استخدام لحروف التشبيه >كأن والكاف< لأنهما يلائمان السياق السريع لتركيب الآيات•
ـ وردت ألفاظ التوكيد >إن وأخواتها< قليلة لأن القضايا المتعلقة بها واضحة لا تحتاج إلى ما يؤكدها•
أما الباب الثاني من الرسالة فجاء تحت عنوان: >الجملة الفعلية في آيات الماء والنبات<، وضم فصلين، أولهما تحت عنوان: >الفاعل ونائبه<، وقسم إلى مبحثين هما:
ـ الفاعل•
ـ نائب الفاعل•
درس هذا الفصل نحو 65 آية، ووضع جدول في نهايته عن عدد الحالات التي ورد فيها الفصل ونائبه، وتضمن عدداً من النتائج منها:
ـ جاء الفاعل مجروراً في بعض الآيات لتظهر بلاغة أسلوب القرآن المعجز•
ـ جاء ذكر نائب الفاعل قليلاً جداً في الآيات، لأنها تتحدث عن قضايا لا تحتاج إلى حذف الفاعل وإنابة نائب الفاعل منابه•
أما الفصل الثاني فتحدث عن >المنصوبات في آيات الماء والنبات< واشتمل على ثلاثة مباحث هي:
ـ المفعول به•
ـ المفعول المطلق•
ـ التمييز•
ودرس الفصل نحو 55 آية وخرج بعدد من النتائج منها:
ـ ورد المفعول به معرفة في أكثر آيات المفاعيل ليدل على عظمة القدرة الإلهية كما أن المفعول جاء معرفاً >بأل< التي تفيد الاستغراق•
ـ وردت ألفاظ المفعول المطلق قليلة لأن كلام الله سبحانه وتعالى ليس في حاجة إلى ما يؤكده، فهو مؤكد في ذاته•
المكملات في آيات الماء والنبات
تحت هذا العنوان جاء الباب الثالث من الرسالة، وضم ثلاثة فصول أولهما بعنوان >التوابع< وقسم إلى قسمين هما:
ـ عطف النسق•
ـ البدل•
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان: >الجمل التي لها محل من الإعراب والجمل التي لا محل لها من الإعراب< واشتمل على مبحثين هما:
ـ الجمل التي لها محل من الإعراب•
ـ الجمل التي لا محل لها من الإعراب•
أما الفصل الثالث، فحمل تحت عنوان: >شبه الجملة في آيات الماء والنبات< وتضمن مبحثين هما:
ـ الجار والمجرور•
ـ الإضافة• ودرس هذا الفصل نحو 98 آية وتوصل إلى نتائج عدة منها: ـ جاء الجار والمجرور متعلقين بالفعل المضارع في 15 آية، وذلك لكي تضيف إلى الفعل المضارع تجدداً على تجدده•
ـ وردت الإضافة المحضة في 27 آية ووردت الإضافة غير المحضة في آية واحدة، لأن الإضافة المحضة ألوانها كثيرة ومتنوعة وهذا ما يتطلبه السياق التركيبي للآيات•
نتائج وتوصيات
خلص الباحث في ختام رسالته إلى عدد من التوصيات والنتائج منها:
ـ ذكرت آيات الماء والنبات في نحو (500) آية وهذا يدل على أهميتها•
ـ كل القضايا التي تتحدث عن الماء والنبات تدل دلالة قاطعة على عظمة القدرة الإلهية التي لا حدود لها•
ـ وردت نسبة ألفاظ الماء في القرآن الكريم بنحو 62.3% في حين وردت نسبة ألفاظ النبات بنحو 37.7% من الآيات المدروسة، وهذا يوضح الحقيقة التي لا جدال فيها وهي أن الماء سبب في وجود النبات•
ـ ورد الوحي المكي في آيات البحث بنسبة 65.4% كما ورد الوحي المدني بنسبة 34.6% وذلك لمناسبة الوحي المكي لقضايا هذه الآيات فهو يتميز بقصر الآيات وضرب الأمثال والتشبيه وتكرار بعض الجمل•
ووضع المؤلف معجماً لألفاظ الماء والنبات الواردة في القرآن الكريم وفهرساً للشواهد القرآنية•